1- ما إن يتخلص المرابطون على طريق الحق والساعون لتحقيق العدالة من طاغية،حتى يظهر لهم طاغية جديد، فما لبث أرطغرل أن يتخلص من الأمير الخائن سعد الدين حتى ظهر له الوزير المنافق بهاء الدين،والمفارقة أن أي منهما ليس له من اسمه نصيب! فلا الأول أسعد دينه ولا الثاني يمثل جمال وبهاء هذا الدين البراء من كليهما ومن على شاكلتهما.
2- الطريقة المتعجرفة التي تعامل بها بهاء الدين مع أرطغرل تتناقض تماما مع الطريقة الذليلة التي يتعامل بها مع مبعوث التتار، وتلك حال الطغاة المتجبرين،أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين.
وصدق الشاعر إذ يقول:
لنا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا *** فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ *** وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا
وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ *** إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا *** تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا
لنا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا *** فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ *** وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا
وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ *** إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا *** تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا
3- "تشابهت قلوبهم" قبل أن تتشابه ألسنتهم، فقد رأينا بهاء الدين يردد مقولة سلفه سعد الدين حينما وصف المغدور والد ايلبيلغي بالوفيّ لدولته! وكم من جرائم ارتكبت باسم الوفاء للدولة والذي هو في حقيقته وفاء للكرسيّ وانحيازاً للظالم وجنوحاً نحو الباطل!
4- حينما ذهب المماليك لسلطان العلماء"العز بن عبد السلام" كي يسألوه عن مصير الأموال التي سيدفعونها افتداء لأنفسهم وتحريراً لرقابهم من العبودية وذلك عقب حكمه فيهم (باعتبارهم في الاصل كانوا عبيدا قبل أن يمتلكوا الضياع والقصور ،وذلك في ثنايا التعبئة العامة لقتال التتار)،فسألوه عمن يقبض الثمن، فقال لهم بمنتهى الشموخ:أنا !
وقد قال المؤرخون أن كلمة "أنا" هنا تعني الشريعة وليست "انا" التي يقصد بها الشخص نفسه،وبالتالي فقد قالها قوية لتعبر عن قوة الشريعة ونفوذها الذي يجب ان يكون....
وكذا فعل أرطغرل حينما خاطب بهاء الدين بالحزم المطلوب ودعاه لإظهار الاحترام اللائق به لا لذاته ولكن لكونه يمثل القبائل التي تأتمر بأمره وقيم العدالة والحرية ومناجزة الباطل التي يسعى لإقرارها،،ومن هنا فقد وجب احترامه فإن توقيره هو من توقير الشريعة، ورحم الله ابن تيمية حين أوجب على الحاكم أن تكون له هيبة،وحرم عليه التفريط فيها،فإن هيبته من هيبة الشريعة!
وقد قال المؤرخون أن كلمة "أنا" هنا تعني الشريعة وليست "انا" التي يقصد بها الشخص نفسه،وبالتالي فقد قالها قوية لتعبر عن قوة الشريعة ونفوذها الذي يجب ان يكون....
وكذا فعل أرطغرل حينما خاطب بهاء الدين بالحزم المطلوب ودعاه لإظهار الاحترام اللائق به لا لذاته ولكن لكونه يمثل القبائل التي تأتمر بأمره وقيم العدالة والحرية ومناجزة الباطل التي يسعى لإقرارها،،ومن هنا فقد وجب احترامه فإن توقيره هو من توقير الشريعة، ورحم الله ابن تيمية حين أوجب على الحاكم أن تكون له هيبة،وحرم عليه التفريط فيها،فإن هيبته من هيبة الشريعة!
5- لابد للقائد أن تكون له القدرة اللازمة على المناورة،فيتصرف بمقتضى الحال ويراعي تغير الظروف والأحوال،فكم من كلمة حق قد قيلت بينما أريد بها باطل!وقد رأينا إصرار أرطغرل على عدم تسليم غوندوز لجلاديه، إيماناً منه ببراءته،فكان أن لجأ إلى المناورة لتضييع الفرصة على أعدائه الذين يتشدقون بتطبيقهم لنظام الدولة الذي يقضي بالقصاص من القاتل في حين أنهم في حقيقتهم يضمرون الشر لأرطغرل ويكيدون له كل الكيد!
6- لا بأس من التعاون مع الخصم لتحقيق الهدف المشترك ولإنجاز مهمة مؤقتة،فليس في السياسة أعداء دائمين، وقد رأينا تعاون أرطغرل مع تكفور فإن في ذلك التعاون معينا لهما على القضاء على عدوهما المشترك"دراجوس".
7- تمثل إيلبيلغي نموذج الجندي "الغشيم" الذي لا ينقصه الاخلاص بينما يفتقد تماما للبصيرة المطلوبة،فتكون النتيجة أن يضل سعيه بينما يحسب أنه يحسن صنعاً!
لقد غالبت ايلبيلغي حزنها على والدها ولم تقصر في جمع الضرائب رغم ألم المصاب وواصلت الليل بالنهار لإنجاز المهمة التي تحسبها خدمة للدولة بينما هي في حقيقتها خدمة لحاكم ذليل لدى أعدائه متجبر على رعيته مفرط في أمانته!
وفي هذا دليل على تباين الاعداء وإن كانوا في نفس الخندق، فإيلبيلغي ليست كبهاء الدين، تماما كما ان تكفور ليس كدراجوس .
لقد غالبت ايلبيلغي حزنها على والدها ولم تقصر في جمع الضرائب رغم ألم المصاب وواصلت الليل بالنهار لإنجاز المهمة التي تحسبها خدمة للدولة بينما هي في حقيقتها خدمة لحاكم ذليل لدى أعدائه متجبر على رعيته مفرط في أمانته!
وفي هذا دليل على تباين الاعداء وإن كانوا في نفس الخندق، فإيلبيلغي ليست كبهاء الدين، تماما كما ان تكفور ليس كدراجوس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق