تنضح الحياة بالغموض وعدم اليقين بكل تأكيد، وأحيانا ما تكون قاسية فوق العادة، مثل ما يصف الرئيس الأمريكي الأسبق والشهير (بينجامين فرانكلين) الأمر: ”لا يمكن الجزم بشيء في هذه الحياة على أنه مؤكد ما عدا الموت والضرائب“. سواء كنت تنتمي إلى عائلة ملكية أم من عامة الشعب، فجميعنا يربط بيننا خيط رفيع يتجلى في الواقع المحتوم أن على كل واحد منا أن يصل إلى نهاية قصته في يوم من الأيام لا محالة.
بينما يحظى بعض الأفراد بميتة عادية، يحظى آخرون بموت مجيد يحتفى به في الأغاني الشعبية والقصص والتراث، التي تجعل ذكراهم تبقى حية وتخلدها على مدى قرون، أما البعض الآخر والأقل حظاً، فتراه يبتلى بميتة بائسة تبعث على السخرية.
في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك قصص بعض الملوك وأفراد العائلات الملكية الذين لاقوا حتفهم بأسخف الطرق:
1. الملك (ويليام الفاتح)، المنتصر في معركة (هاستينغز)، الذي توفي في حادثة سقط فيها من صهوة حصانه في سنة 1087:
حكم (ويليام) الفاتح، الذي عرف كذلك باسم ”ويليام اللقيط“، من سنة 1066 إلى غاية وفاته في سنة 1087، وكان أول ملك نورماندي على إنجلترا، حيث استولى على العرش الإنجليزي بعد انتصاره الشهير في معركة (هاستينغز) التي هزم فيها قوات الملك الأنجلوساكسوني (هارولد) الثاني.
لقد ميزت فترة حكم الملك (ويليام) تركيزه الزائد على السيطرة العسكرية، حيث أمر بتشييد عدد غير محصور من القلاع عبر التراب الإنجليزي، كما أسس لنظام نبلاء جديد من أجل الإشراف على ملكه وكذا القضاء على احتمال الانتفاضات أو الغزو من طرف الدانماركيين الذين مثلوا تهديدا مستمرا خلال فترة حكمه.
عندما كان يبلغ من العمر حوالي 59 سنة، خرج (ويليام) في حملة عسكرية أخيرة في شمال فرنسا. في سعيه نحو الاستيلاء على (مونت) في يوليو سنة 1087، توفي (ويليام) فجأة: فخرجت للعالم قصتان تتنافسان على تفسير سبب وفاته بعد ستة أسابيع لاحقاً.
ورد في التقارير الرسمية أنه أصيب بمرض لم يتم تحديده، غير أن السجلات التاريخية تشير بقوة إلى نهاية أقل تشريفا بكثير، فبدلا من إصابته بمرض ما، كان الواقع أن حصان الملك (ويليام) جمح بشكل فجائي فرمى بجسد الرجل المسن والضعيف أرضا فسقط على عجرة سرجه ما تسبب له في أضرار بليغة على مستوى الأعضاء الداخلية.
لم تنته القصة هنا، حيث بعد أن تم نقل جثته لأجل دفنها انتفخت كثيرا بسبب التعفن وانفجرت أثناء مراسيم الدفن، ما جعل رائحة كريهة جدا تنبعث منها لتؤذي الحضور، فلم يحظ بدفن يليق بالملوك وألقي في قبره بعجالة.
2. (كاثرين العظيمة)، إمبراطورة روسيا التي لم تمت جراء ممارسة الجنس مع حصان مثلما يزعمون، بل توفيت إثر سكتة قلبية في مرحاض قصرها بعد أن أغاظها كثيراً ملك السويد:
كانت (كاثرين) الثانية، التي عرفت كذلك باسم ”كاثرين العظيمة“، المرأة الحاكمة صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ روسيا، فبعد إطاحتها بزوجها (بيتر الثالث) في انقلاب سنة 1762، حكمت (كاثرين) روسيا كإمبراطورة لها حتى وفاتها في سنة 1796.
اشتهرت (كاثرين) بكونها المرأة التي قادت روسيا نحو عصر ذهبي، حيث شهدت فترة حكمها مرحلة من تحسين ظروف الحياة عبر كامل روسيا، كما رفعت مكانة البلد من دولة ضعيفة إلى قوة أوروبية مثل سابق عهدها، وكانت (كاثرين) تدعم تطوير العلم والسياسة، وكانت تشجع كثيراً الفنون التي ازدهرت في البلد بفضلها، كما يعود لها الفضل في توسيع مساحة الدولة.
عانى إرثها من عدة من الأساطير الغريبة التي لا أساس لها من الصحة التي هدفت إلى تشويه سمعتها وذكراها فيما يتعلق بحياتها الخاصة، التي كانت جامحة بدون شك، وعلى غرار ذلك ظهرت عدة شائعات حول سبب وفاتها، من بينها كونها حاولت ممارسة الجنس مع حصان، وهي القصة التي لا يوجد أي دليل يدعمها، غير أن نهايتها لم تكن مشرفة كذلك، حيث قضت الإمبراطورة الروسية نحبها بعد أن أسخطتها زيارة الملك (غوستاف الرابع) ملك السويد، فانهارت في صباح اليوم الموالي بينما كانت في المرحاض تقضي حاجتها، ولم يعثر عليها إلا بعد مرور ساعة إلا ربع من الزمن، فدخلت هذه القائدة الكبيرة في حالة غيبوبة توفيت بعدها على أرضية مرحاضها.
3. (جورج بلانتاجيني) من آل (يورك)، الذي حُكم عليه بالموت غرقا في حوض من النبيذ الأحمر في سنة 1478:
كان (جورج بلانتاجيني) دوق (كلارينس) وفرداً من أفراد آل (يورك) وشقيق الملكين الإنجليزيين (إدوارد الرابع) و(ريتشارد الثالث)، وعلى الرغم من كونه الابن الثالث لـ(ريتشارد بلانتاجيني) دوق (يورك)، فإن (جورج) قرر دعم آل (لانكستر) المنافسين لذويه فيما عرف بـ”حرب الوردتين“ الأهلية.
كان (جورج) يعتقد بأنه سيعمل على رفع مكانته لموقع يرث من خلاله العرش الإنجليزي، فاتحد مع (ريتشارد نيفيل) إيرل (وارويك)، غير أنه بعد قيام (نيفيل) بتزويج ابنته لابن (هينري) السادس في سنة 1470، أدرك (جورج) أنه لم يكن الشخص المفضل في المعادلة مثلما كان يعتقد، وفرّ عائدا إلى سكان (يورك).
استفاد في بادئ الأمر من مصالحة ذويه، ثم انتُخب إيرل (وارويك) بعد وفاة (نيفيل)، في نهاية المطاف بدا واضحا أن (جورج) قد اختار الجانب الخاطئ من الصراع على العرش، فاعتقل وسجن في «البرج» الشهير في لندن، واتهم بارتكابه جريمة الخيانة، ومما زاد وضعه سوءاً هو أنه خان إخوته وآله، فحكم عليه بالإعدام، الذي نفذ فيه سراً في نفس «البرج» في الثامن عشر من فبراير سنة 1478.
تقبله (جورج) واقع أنه ميت لا محالة، فقرر أن تكون نهايته مثلما اعتقده أسلوباً مشرفا ولائقاً، فطلب أن يعدم غرقا في حوض من النبيذ الأحمر، وكان له ذلك.
4. (سيغرد إيستنسن)، إيرل (أوركني)، والمحارب العظيم الذي توفي بسبب خدش في ساقه:
عُرف (سيغرد إيستنسن) كذلك باسم (سيغرد العظيم)، وحكم منصب الإيرل الثاني لـ(أوركني) من سنة 875 ميلادي إلى غاية وفاته في سنة 892. بعد أن أصبحت الجزيرة مشهورة بكونها ملجأً وملاذاً للفايكينغ المنفيين بعد معركة (هافرسفورد) وتوحيد النرويج كلها تحت حكم الملك (هارلد فايرهير)، مثلت (أوركني) قاعدة من خلالها ظل الفايكينغ يُغِيرون على بلادهم السابقة إلى أن عقد الملك (هيرالد) السلام معهم ومنح سيادة ذاتية على المنطقة لصالح (سيغرد) الذي أصبح حليفا له.
كان (سيغرد) يرغب في توسيع بلاده الجديدة، فحاول عدة مرات اكتساب موطأ قدم على الأراضي الإسكتلندية الشمالية، فنال شهرة واسعة على أنه مقاتل قوي ومغير لا يعرف الرحمة.
تحدى (سيغرد) أحد الحكام المحليين في شمال إسكتلندا يدعى (مايل بريغت ذو الأسنان البارزة)، في نزال لـ40 رجلا مقابل 40، وبعد موافقة هذا الأخير، قام (سيغرد) سراً، في حركة دنيئة، بجلب 80 مقاتلا معه بدل أربعين وتغلب على خصمه بسهولة مما أكسبه المعركة، فقام بعدها بقطع رأس خصمه وربطه على جانب سرجه كعلامة على نصره وجائزة يحتفظ بها.
في مرحلة ما خلال طريق عودته إلى موطنه على صهوة حصانه خدشت أسنان (مايل) البارزة ساق (سيغرد)، وأصبح الجرح الناتج عنها ملتهبا فانتشرت العدوى في كامل جسمه في وقت وجيز، وتدهورت حالته وانتهى به المطاف مقتولاً على ”أسنان“ –وليس يد– خصمه الميت.
5. بعد أن تسبب في إفلاس بلده وتركه لابنته لتواجه بمفردها الانتفاضات الشعبية على جميع الجبهات؛ توفي الإمبراطور (تشارلز) السادس بعد أن تناول فطراً ساما عن طريق الخطأ:
حكم (تشارلز) في فترة شهدت تدهورا في مكانة أسرته ومناطق نفوذه، وكانت ابنته (ماريا تيريزا) لتعيد إحياء هذه الأراضي، وهي التي خدمت كالمرأة الوحيدة من آل (هابسبرغ) تتمتع بالسلطة والسيادة.
أقدم (تشارلز) في سنة 1700 على محاولة فاشلة لاعتلاء العرش الإسباني، ثم عمد بعدها إلى كسر تقليد الخلفاء الذكور الضارب في القدم، ففضل بناته على شقيقه الذكر، فقام بإجراء مفاوضات وعقد على إثرها اتفاقيات مع أمم أوروبية أخرى من أجل تقديم الدعم اللازم لتحقيق نواياه، ومن بين تكاليف تحقيق أمنيته في أن تخلفه إحدى بناته، كان تحطيم شركات التجارة النمساوية.
مع كون امبراطوريته غارقة في ديون كبيرة وعلى شفير الإفلاس، وقع الإمبراطور (تشارلز) طريح الفراش بداعي المرض الشديد في فيينا في أكتوبر سنة 1740، وفقا لـ(فولتير)، فقد كانت نهاية الإمبراطور الفاشل بسبب تناوله لفطر سام عن طريق الخطأ ما تسبب له في فشل كلوي.
وجدت ابنته (ماريا)، التي كان جل ما وجدته في خزائن وزارة المالية هو مبلغ زهيد قدره 100 ألف فلورين وكانت تواجه الانتفاضات والتمرد على كل الجبهات، نفسها مجبرة على شن الحرب التي عرفت لاحقا باسم حرب الخلافة النمساوية من أجل الدفاع عن منصبها وموقعها في الحكم.
ظلت الحرب متقدة حتى سنة 1748، وعلى الرغم من كل تلك الصعاب، فقد تمكنت (ماريا) –على الرغم من فشل والدها الذريع– من التشبث بكل من تاجها ومعظم أراضيها تقريباً.
6. (فيليب المراهق) ملك فرنسا بين 1129 و1131، الذي قتل بسبب خنزير:
كان (فيليب المراهق) أمير وولي عهد التاج الفرنسي، ثم أصبح ملك فرنسا من سنة 1129 إلى غاية سنة 1131، فحكم خلال هذه الفترة إلى جانب والده (لويس السادس) الذي عرف كذلك باسم (لويس البدين). وقد كان (فيليب) الابن المفضل للملك الفرنسي الذي ألح على أن يتوج ابنه ملكا إلى جانبه عندما يبلغ من العمر 13 سنة.
غير أن (فيليب) فشل في أن يكون في محل ثقة والده، فكان يعزف عن إظهار الاهتمام اللازم في البلاط، كما لم يكن يتصرف بالمعايير التي يجب أن يتصرف وفقا لها الملوك الفرنسيون.
ورد في كتابات المؤرخ (والتر ماب) أن الحاكم الشاب: ”كان يشرد عن دروب التصرف التي كان يسير عليها والده، وبسبب كبريائه الكبير وعجرفته الاستبدادية، جعل من نفسه عبئا على الجميع“.
على إثر ذلك، لم يستمر حكم (فيليب) كملك إلى جانب والده الملك طويلاً، وبعد سنتين فقط من تتتويجه، وبينما كان على صهوة جواده يسير بسرعة كبيرة برفقة بعض رفقائه على ضفاف نهر السين في باريس، خرج له من كومة من السماد خنزير شارد فتعثر حصانه عليه وقذف الملك الشاب بعنف، فسقط وتحطمت معظم عظام جسمه ودخل في حالة غيبوبة لم يستفق منها أبداً، فترجل عن صهوة الحياة خلال اليوم التالي فقط ولم يكن قد استعاد وعيه قط.
خلفه شقيقه الأصغر وحقق حلم (فيليب) بأن أصبح ملكا يحكم إلى جانب والده الملك (لويس)، ثم خرج على رأس ما عرف بالحرب الصليبية الثانية التي كانت نتائجها كارثية.
7. (بيلا الأول)، ملك هنغاريا، الذي عانى من جروح بليغة بعد أن انهار كرسي عرشه من تحته بينما كان يتحضر للتخلي عن الحكم لصالح ابن عمه:
كان (بيلا الأول)، الذي عرف كذلك باسم (بيلا) البطل، لوقت وجيز ملكا لهنغاريا بين سنة 1060 حتى وفاته في سنة 1063. دعاه شقيقه الملك (أندرو الأول) للعودة من ديار المنفى وأن يصبح دوقا بارزا في البلد، في نهاية المطاف عاد (بيلا) وتمرد ضد شقيقه السخي في سنة 1060، وكان النصر حليفا له بعد دعم البولنديين له، فأطاح بالملك (آندرو) الذي مات بعد ذلك متأثرا بجروح المعركة، وتربع على عرش هنغاريا، فأدخل عدة تعديلات، بما في ذلك سياسة المالية والممارسات الدينية، كما وضع حدا للثورات الوثثية في هنغاريا.
في محاولة له لإنهاء صراع بينه وبين الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أطلق (بيلا) سراح السجناء الألمان ليظهر حسن نيته، غير أن الأمير الألماني لم يتأثر بهذه الخطوة أبدا وأرسل بعثة عسكرية في سنة 1063 للإطاحة به.
قرر (بيلا) بعدها التخلي عن كرسي العرش لصالح ابن عمه (سولومان) الذي كان مدعوما من طرف الألمان، وفي خضم ذلك تعرض لحادث انهار فيه العرش الذي يجلس عليه فسقط وتأثر بجروح بليغة.
أصبح (بيلا) على إثر ذلك بين الحياة والموت، ونقل إلى المنفى مع أبنائه قبل أن تتوفاه المنية أخيرا على الحدود الغربية لهنغاريا في الحادي عشر من سبتمبر 1063. أُجبر أبناؤه على العيش في المنفى إثر تربع (سولومان) على العرش.
8. ملك إنجلترا (ويليام الثاني) نجل (ويليام الفاتح) الذي توفي في ظروف غير مشرفة بعد أن لقي حتفه في حادثة صيد من طرف أحد رجاله وتركت جثته لتتعفن في الغابة حتى اكتشف أمرها أحد المزارعين:
كان الملك (ويليام الثاني)، الذي عرف كذلك باسم (ويليام روفوس)، الابن الثالث للملك (ويليام الفاتح) وخلفه كثاني ملك نورماندي لإنجلترا. تمكن (ويليام الثاني) من توحيد مملكة آل (نورماندي) تحت حكم واحد في سنة 1088، هذه المملكة التي تقسمت بين أبناء (ويليام الفاتح) بعد وفاته مباشرة، فكان رد (ويليام الثاني) أن قام بغزو الأراضي التي استحوذ عليها شقيقه (روبيرت) قبل أن يعقد الاثنان هدنة في نهاية المطاف.
لم يكن للملك (ويليام الثاني) أي أولاد كما لم يتزوج قط، ويستمر الجدال التاريخي حيال شخصيته إلى يومنا هذا، ومن خصاله أنه كان حاد الطباع وسريع الغضب، كما يقترح بعض المؤرخين كذلك أنه كان على الأرجح مثلي الجنس.
ظلت شعبيته تتضاءل تدريجياً، وفي أغسطس سنة 1100، وخلال خرجة صيد في (نيو فوريست)، اخترق سهم رئة الملك (ويليام)، سهم كان قد أطلقه واحد من رجاله، الذي تم تحديد هويته لاحقا على أنه (والتر تايرل)، الذي فر على أعقابه وترك جثة الملك لتتحلل في الغابة إلى أن عثر عليها أحد المزارعين.
سارع (هينري) شقيق (ويليام) الأصغر إلى (وينشستر) ليتولى زمام أمور الخزينة الملكية، وهناك تم تتويجه ملكا على إنجلترا على عجالة لدرجة لم يصل المطران بعد لإتمام المراسيم.
كنتيجة على هذه الظروف المحيرة، اقترح الكثير من المؤرخين أن الملك (ويليام الثاني) قد يكون تعرض للاغتيال من طرف أقربائه، غير أن من عاشوا في تلك الحقبة ادعوا أن ذلك كان ”بمشيئة الرب“.
9. (أدولف فريدريك) السويدي، ملك ضعيف لاحول له ولا قوة، كان نهمه وشراهته سبباً في هلاكه:
كان (أدولف فريدريك) –الذي ولد سنة 1710– ملكا للسويد من سنة 1751 إلى غاية وفاته بعد عشرين سنة لاحقاً. يعتبر (فريدريك) أول ملك سويدي من آل (هولستين-غوتورب)، وقد تولى سدة الحكم بعد وفاة (فريدريك الأول) من آل (هيسي-كاسل)، وذلك بعد الأداء الفظيع لهذا الأخير خلال الحرب الروسية السويدية وفشله في استعادة الأراضي المسلوبة منه في البلطيق.
بسبب طبيعة توليه سدة الحكم، لم يكن الملك (فريدريك) يتمتع بالكثير من السلطة والنفوذ، فبدلا من كونه حاكما مطلقا، حكم (أدولف فريدريك) في دور سياسي محدود جداً بفعل الدستور، ولم يُسمح له إلا باتخاذ بضعة قرارت، وبدل ذلك كان الحكم الحقيقي للبرلمان.
حاول (أدولف) المطالبة بسلطة أكبر خلال محاولتين اثنتين: في انقلاب سنة 1756، وفي ما عرف بـ«أزمة ديسمبر» سنة 1768، غير أنه فشل في الحصول على منافع سياسية من هذه الخطوات.
في الثاني عشر من فبراير سنة 1771، أغدق الملك (أدولف فريدريك) على نفسه بوجبة كبيرة جدا متكونة من السلطعونات البحرية، وسمك الرنجة المدخن، والكافيار، والشمبانيا وأربعة عشر كوبا من الحليب الساخن. عانى بعدها من نوبة عسر هضم حادة جدا طالت تداعياتها معدته، فتوفي بسبب شراهته.
كان في خلافة (أدولف فريدريك) ابنه (غوستاف الثاني)، الذي نجح في الحصول السلطة المطلقة في أقل من سنة من توليه الحكم إثر انقلاب عسكري.
10. (كين شي هوانغ)، مؤسس الإمبراطورية الصينية الموحدة، الذي توفي بعد تناوله للزئبق في محاولة للتحايل على الطبيعة البشرية والوصول إلى الخلود:
ولد (كين شي هوانغ) –اسم مولده (يينغ زينغ)– سنة 259 قبل الميلاد، وكان أول إمبراطور ينجح في توحيد الصين، وكان أول الحاكمين من سلالة (كين) التي لم تدم فترة حكمها طويلاً.
اعتلى (كين شي هوانغ) سدة الحكم وعمره 13 سنة، وراح يرسل الحملات العسكرية الواحدة تلو الأخرى ضد منافسيه، فبدأ يستولي على إمارات خصومه الأقل قوة وحجما تدريجياً، وبحلول سنة 230 قبل الميلاد، أطلق (زينغ) الحملة العسكرية الأخيرة، فاستولى على (زاو) في سنة 228، و(يان) في 226، و(واي) في 225، وبحلول سنة 221 قبل الميلاد كان قد حقق حلمه بالكامل: إمبراطورية صينية موحدة، وأعلن عن نفسه ”الإمبراطور الأول“، وادعى بأن حكمه مستمد من السماء، وشرع بعدها في التأسيس لسلطانه.
استمر في توسيع رقعة الإمبراطورية الصينية، فقام كذلك باحتلال كل من (هونان) و(غوانغدونغ) وأعلنهما مقاطعتين تابعتين للإمبراطورية. تميز حكم (كين شي هوانغ) بقمع سياسي كبير، وكان الباحثون والعلماء يعدمون بالجملة، كما كانت النصوص الفلسفية تحرق وتتلف، وشهد بناء سور الصين العظيم في فترة حكمه استخداما غير مسبوق للعبيد في العمالة.
في سنة 211 قبل الميلاد، وبعد سقوط نيزك، خرجت نبوة تفيد بأن وفاة الإمبراطور وشيكة، ولخشيته على نفسه من الموت، يعتقد أن الإمبراطور ابتلع كبسولات الزئبق ظنا منه أنها ستجعله يخلد أو على الأقل يمدد فترة حياته بعض الشيء، وبدل ذلك توفي في العاشر من سبتمبر سنة 210 قبل الميلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق