قال الكاتب الإسرائيلي، مائير عوزيئيل، إن "الجولة التصعيدية الأخيرة في غزة أسفرت عن تحقيق حماس لإنجاز حالة ردعية أمام إسرائيل، ونجحت هذه المنظمة بسبب أخطائنا نحن، وهي فرصة للتوقف عن التفكير القديم القائم على فرضية أنه إذا انسحبنا من المناطق الفلسطينية، ومنحنا الفلسطينيين إقامة دولتهم، فإنهم سيتوقفون عن التفكير بالقضاء علينا".
وتساءل عوزيئيل في مقال نشره في صحيفة "معاريف" العبرية "هل الردع ما زال فعالا، سيجيب الكل: نعم، لكن الحقيقة أن ردع حماس هو الذي ما زال ساري المفعول، إسرائيل مردوعة من ثلاث جهات: حماس، والعالم، ومن أنفسنا، وما حدث في الأيام الأخيرة تجاوز لكل خط أحمر، من يصدق أن 460 صاروخا سقطت على المدن الإسرائيلية، هذا عدد لم يرد حتى في سيناريوهات أفلام نهاية العالم".
وأوضح أن "ما حصل على حدود غزة يتطلب من الإسرائيليين الاستيقاظ لمعرفة حقيقة الواقع الذي يحيونه، وبعد أن هدأت النار، آن أوان التفكير بالخطوات اللاحقة، يجب علينا تغيير اتجاه التفكير، والتحرر من الجهات التي تحاول ردعنا، إن استطعنا أن تعيش أياما جيدة في المستقبل".
وأكد أن "هدف حماس كان ردع إسرائيل، وقد تحقق لها ذلك، ولذلك من الصعب معرفة المنطق الذي تفكر وفقه حماس، لكن لها قوانينها الخاصة بها، من الناحية الواقعية ليس لحماس الحركة الضعيفة المحاصرة إمكانية للتصدي لقوة مثل إسرائيل، لأن الأخيرة قادرة على محو غزة عن الخارطة، وحماس تعلم ذلك جيدا، لكن وفق منطقها الذي تتحرك وفقه فإن ذلك لا يهمها كثيرا".
وأشار الكاتب إلى أنه "من الغريب أن ما يحرك حماس أمر خارج المنطق، واللافت أنه يثبت نجاحه بصورة تفاجئ الجميع، صحيح أن إسرائيل قادرة على القضاء على حماس، لكنها لا تفعل ذلك".
من جهته قال الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إن الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار في الوقت الذي طلبت فيه حماس ذلك يسحق ما تبقى من صورة الردع الإسرائيلية، ويستدعي المزيد من الجولات العسكرية القادمة الصعبة في القريب العاجل، مما سيجعل مستوطني الغلاف يدفعون ثمنا باهظا".
وأضاف في تحليل ميداني أن "ما قامت به إسرائيل هو مقامرة إستراتيجية، لأنه من المتوقع أن حماس لن تلتزم بوقف إطلاق النار، وكذلك إسرائيل لن تجد نفسها ملزمة به، وستواصل ضرب مقدرات حماس العسكرية، على اعتبار أن ما تم استهدافه حتى اللحظة لا يبدو كافيا لاستعادة الردع".
وأشار بن يشاي إلى أنه "ليس من الناجح دائما الاعتماد على الفلسطينيين في إنقاذنا من أخطائنا، إن موافقتنا على وقف إطلاق النار بعد أن أطلقت حماس صاروخ الكورنيت والقذائف الصاروخية على الغلاف كانت خطأ يجب أن يتوقف، كما كانت الضربة المفاجئة التي بادرت إليها حماس، وردت إسرائيل عليها بالكاد، بعد أن خاضت الحركة معها حرب استنزاف منذ أشهر طويلة".
وختم بالقول أنه "في حال نجح الرهان الإسرائيلي على وقف إطلاق النار، هذا فإن الهدوء سيستمر عدة أشهر، وربما ننتقل لمرحلة التهدئة والترتيبات الخاصة بها، لكن في حال لم ينجح ذلك فإن الإسرائيليين سيدفعون ثمن ذلك باهظا، مما يتطلب أن نكون حذرين إزاء التوقعات بنجاح وقف إطلاق النار فترة طويلة، وإمكانية أن تصمد فعلياً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق