سجلت العروس رنا جميل اسمها في التاريخ كصاحبة أعلى مهر في العراق الذي بلغ ملياري دينار عراقي (1.7 مليون دولار)، العقد وثق في محكمة عراقية في محافظة كربلاء (جنوب).
وسربت وثيقة الزواج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت بشكل لافت.
وقوبلت قيمة المهر باستهجان ورفض واسعين وسط المعلقين في مواقع التواصل، مشيرين إلى أن الوضع المادي لملايين الشباب لا يمكنهم من دفع مهور عادية فكيف بهذا المبلغ الكبير جدا، معتبرين أن ارتفاع المهور يقذف الفتيات في متاهات العنوسة.
ومؤخرا أشارت إحصاءات حديثة إلى أن المرأة العراقية جاءت في المرتبة الثالثة عربيا من حيث العنوسة.
مثير للجدل
ناشطون ومعنيون وصفوا مهر رنا بالمثير للجدل، حيث سجلت مواقع التواصل انتقادات لاذعة وأخرى ساخرة من وصول الأمر إلى هذا الغلو.
ويقول الشاب عامر الكناني للجزيرة نت "لا أكاد أصدق ما يجري، نعم مطلوب أن يوضع مهر مؤخر للزوجة لحفظ حقوق المرأة"، ولكن ليس بهذا المبلغ الضخم، واصفا الأمر بالبذخ غير المبرر.
وانتقد الشاب حسين الديواني غلاء المهور، وقال إن هذا الأمر يفتح الأبواب أمام تصاعدها "ولا عجب أن نرى في المستقبل القريب مهرا بخمسة مليارات"، فالفتيات يتسابقن إلى المهر الأغلى، مضيفا أن هذا من شأنه أن يدفع الشباب للعزوف عن الزواج.
ولفت الديواني في حديثه للجزيرة نت إلى أن الكثير من الشباب يصدمون بارتفاع المهور وطلبات الفتاة التي تريد زوجا صاحب وظيفة مرموقة أو صاحب تجارة، وبالتالي تفشل العديد من محاولات الارتباط.
صفقة
الناشطة المجتمعية إيمان كاظم عزت ارتفاع المهر إلى ملياري دينار إلى أنه "صفقة تجارية"، وهو ما سيؤثر سلبا على الشباب، لكون أغلب العوائل ستتخذه ذريعة لغلاء المهور والمتاجرة ببناتهن.
واتفقت إيمان مع أن الرسم شرعي وقانوني يفرض على العريس لضمان حقوق العروس، فيكون المقدم ضمانا لتجهيز احتياجاتها وبيت الزوجية، والمؤخر هو ضمان مادي لرفعة العروس وتقليد يزيد قيمتها ولكن ضمن حدود المعقول.
من جهته، اعتبر رجل الدين كرار الكارضي أن ارتفاع المهور يشكل واحدا من عوامل انحراف الشباب، مؤكدا أن غلاء المهور مخالف للشريعة الإسلامية.
وانتقد التربوي لامع الغانمي وبشدة ظاهرة غلاء المهور، ووصفها بصفقة "للبيع والشراء" المرفوض شرعا وعرفا، ودعا إلى التسامح والتعاون في أمور الزواج لا المبالغة والاستغلال.
وعلق الناشط المدني عيسى الكعبي على ظاهرة غلاء المهور بالقول إن المهور تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام العوائل، وأصبحت مركز تباه وتفاخر على اعتبار أن ابنتهم حصلت على مهر مرتفع.
واعتبر الكعبي في حديثه للجزيرة نت أن تنامي هذه الظاهرة مناف لكل الأعراف، وأن من شأنها أن تعطل تأسيس آلاف الأسر الجديدة.
وطالب بإطلاق حملة توعية قانونية ومجتمعية وعرفية للحد من ظاهرة غلاء المهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق