بالتأكيد الترتيب هنا غير صحيح بشكل تام، فنحن نتحدث عن جهاز أعماله في الخفاء تفوق أعماله الظاهرة أضعاف المرات، لكن كمعايير تقييم، فنحن أمام أكثر من معيار، أولهم قوة الدولة بالتأكيد، ونظامها الأمني والعسكري، ثم العمليات الاستخباراتية التي تم اكتشافها خلال السنين الماضية.
1-جناح البحث والتحليل في الهند (RAW)
سنة التأسيس: سبتمبر 1968
المؤسس: كيسي فيرما
المكان: نيودلهي
كان تعرض الهند في الستينات لحربين مع الصين وباكستان سببًا رئيسيًّا في تأسيس جناح البحث والتحليل كمركز للاستخبارات، خاصة بعد قيام الجمهورية الهندية عقب الاستقلال.
تقع على هذا الجناح مسئولية جمع المعلومات الأمنية وغيرها عن حكومات الدول المختلفة، بالإضافة لمعلومات عن الشركات الأجنبية في الهند، وأيضًا عن الأفراد، ويعتمد صانعو القرارات السياسية في الدولة على تقارير جناح الاستخبارات هذا.
والآن وبعد 26 هجومًا مختلفًا تعرضت لهم مدينة مومباي (أكبر مدن الهند)، فقد خصصت الحكومة الهندية مبالغ ضخمة لتطوير جناح الجمع والتحليل لمحاولة صد تلك الهجمات.
2- الاستخبارات السرية الأسترالية (ASIS)
سنة التأسيس: 1952
المؤسس: نيك وارنر
المكان: العاصمة كانبرا
برغم الموقع الجغرافي لأستراليا البعيد نسبيًّا عن العالم وعن الإرهاب العالمي، إلا أنه تم تأسيس جهاز الاستخبارات لمتابعة التطورات في دول آسيا والمحيط الهادئ.
يذكر أنه عند تأسيس الجهاز لم تكن الحكومة نفسها على علم بذلك، حيث أُنشئ إثر أوامر من القيادة السياسية، وأسندت مهمة الإشراف عليه لوزير الشئون الخارجية.
3- جهاز الموساد الإسرائيلي (Mossad)
سنة التأسيس: ديسمبر 1949
المؤسس: مائير داجان
يعتبر الموساد من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، والمهمة الأساسية له هي جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق نشر العملاء حول العالم، والقيام بالعمليات السرية والعمليات شبه العسكرية، ويعمل الموساد جنبًا إلى جنب مع الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ويقدم التقارير الأمنية إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي مباشرة.
قائمة طويلة من العمليات السرية المفرج عنها قام بها الموساد، منها مثلاً خطف الزعيم النازي أدولف إيخمان من داخل الأرجنتين عام 1960 وتهريبه إلى إسرائيل وإعدامه هناك، واغتيال عدد من نشطاء جبهة التحرير الفلسطينية ردًّا على العملية الفلسطينية التي استهدفت 11 رياضيًّا إسرائيليًّا في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1972 في ميونخ، كما قام الموساد بتنفيذ عملية الاستحواذ على طائرات (ميج 21) قبل حرب الأيام الستة في يونيو 1967.
4-الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)
سنة التأسيس: أبريل 1982
المؤسس: إيرارد كوربن
تعمل إدارة الأمن الخارجي تحت إشراف وزارة الدفاع الفرنسية، وبالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي، إلا أن تركيز إدارة الأمن الخارجي قائم على جمع وتحليل المعلومات التي تجمعها عن الحكومات الأجنبية الأخرى، وتقدم تقاريرها للمسئولين السياسيين في فرنسا.
تخصص الحكومة الفرنسية ميزانية إدارة الأمن الخارجي بطلب من وزارة الدفاع، وبحسب المؤشرات العالمية فإن جهاز الأمن الخارجي الفرنسي سيكون من أول أجهزة الاستخبارات العالمية في السنوات القادمة.
5- وزارة أمن الدولة الصينية (MSS)
سنة التأسيس: يونيو 1983
المؤسس: لنج يون، وحاليًا جنج
يصنف ضمن أكبر وأكثر أجهزة الأمن نشاطًا داخل جمهورية الصين نفسها، فقد تم إنشاء الوزارة بأمر من رئيس الوزراء الصيني لتقوم بمكافحة الجاسوسية وتدعيم الأمن، وكمهمة أساسية له ضمن أولوياته “تحييد” أعداء الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وتعمل وزارة أمن الدولة على طريقة البوليس السياسي للاتحاد السوفيتي (KGB).
يتمركز جواسيس وزارة الأمن الصينية في جميع أنحاء العالم وداخل الدولة الصينية نفسها كما ذكرنا، ويعملون من ناحية تجسسهم على أبناء بلدهم بشكل يقارب عمل البوليس السياسي في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
6- خدمات الأمن الفيدرالية في روسيا (FSB)
سنة التأسيس: أبريل 1995
المؤسس: الشرطة السياسية السوفييتية KGB
المكان: ساحة لابيانكا وسط العاصمة موسكو
تُعتبر المخابرات الفيدرالية في روسيا من أكبر وأنجح المخابرات داخل روسيا وحول العالم، وتعمل العديد من وكالات الأمن الروسية وحتى بعض الوزارات الأمنية تحت إرشاد وسيطرة الـFSB، مثل وزارة الشئون الداخلية في روسيا، وآخر ما يذكر علنًا عن المخابرات الروسية هو أن موازنتها قد زادت عام 2006 بنسبة 40% تقريبًا.
تقوم المخابرات الفيدرالية الروسية على أنقاض الشرطة السياسية أيام الاتحاد السوفييتي KGB، ومهمتها الأساسية – كحال كل أجهزة المخابرات – هي حماية الدولة الروسية أمنيًّا من الداخل والخارج، فتجمع المعلومات لمواجهة تجارة الأسلحة والمخدرات ومحاربة الإرهاب والجرائم، وجدير بالذكر أن المخابرات في روسيا تتعاون مع أجهزة مخابرات أخرى مثل (RAW) في الهند.
7-المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND)
سنة التأسيس: أبريل 1956
المؤسس: منظمة جيهلين
جهاز المخابرات الفيدرالية هو الجهاز الاستخباراتي الوحيد في المانيا، لذلك فهو مسئول عن الأمن الداخلي والخارجي للدولة، فيضم أيضًا المخابرات المدنية والعسكرية، وتخضع المخابرات الألمانية لسيطرة مستشار الحكومة الألمانية مباشرة.
تستخدم المخابرات الألمانية وسائل فريدة وممنوعة في الحصول على المعلومات الأمنية، مثل المراقبة الإلكترونية، والتنصت على الاتصالات الدولية، وتقوم بجمع وتحليل المعلومات الأمنية في شتى المجالات مثل الإرهاب الدولي، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والنقل غير القانوني للتكنولوجيا، والجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات، وغسيل الأموال، والهجرة غير الشرعية، وحرب المعلومات.
8-استخبارات الخدمات المشتركة في باكستان (ISI)
سنة التأسيس: 1948
المؤسس: أحمد شجاع باشا
حققت باكستان العديد من الإنجازات العسكرية عبر تاريخها منذ إنشاء جهاز الاستخبارات، ولذلك يمكن القول أنها تمتلك أحد أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، وقد كان الهدف الرئيسي لإنشاء الـISI هو مساعدة جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية أثناء حربها مع الهند عام 1947.
لم يستطع جهاز كالـKGB السوفييتي في أقوى فتراته المتزامنة مع الحرب الباكستانية – الهندية، أن يصمد أمام ISI الباكستاني، وفشل الاتحاد السوفييتي في حماية مصالحه في آسيا الوسطى، واعتمدت باكستان في تمويل حربها مع الهند على أموال بيع المخدرات للسوفييت الذين كانوا يعانون في ذلك الوقت وينزفون، واستطاع الجهاز منذ إنشائه أن يحمي الأسلحة النووية وأحبط التفوق الهندي في هذا المجال من خلال زعزعة الأمن الداخلي الهندي.
ومن المثير للدهشة أن المخابرات الباكستانية – وفق المعلن – من أقل المخابرات تمويلاً على مستوى أجهزة المخابرات في العالم.
9-وكالة الاستخبارات البريطانية (MI6)
سنة التأسيس: 1909
المؤسس: السير جون ساويرز
تمتلك بريطانيا واحدًا من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، ويُعتبر قانون الأسرار الرسمية البريطاني أحد المزايا التي جعلت MI6 من أنشط الأجهزة؛ حيث يُبعِد المواطنين عن فكرة السؤال عن أي من عمليات هذا الجهاز أو محاسبته أو غير ذلك من التدخل في شئونه.
من العمليات الشهيرة التي قامت بها الاستخبارات البريطانية، هي تجنيد أوليغ جوردفسكي وأوليج بينجوفسكي لمساعدتهما في اتخاذ القرارات المواتية لأزمة الصواريخ الكوبية أعقاب الحرب الباردة، وأيضًا العملية الشهيرة التي استهدفت تخريب برنامج الطائرات الأسرع من الصوت توبوليف 144 التابع للاتحاد السوفييتي عن طريق تغيير الوثائق الرسمية وإرسالها للشرطة السياسية (KGB).
10-الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)
سنة التأسيس: سبتمبر 1947
المؤسس: ليون بانيتا
واحد من أنشط أجهزة المخابرات في العالم، فهو يضم قرابة الـ 20 ألف موظف داخله، وهو مسئول عن جمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات والأفراد وتقديم التقارير للإدارة الأمريكية لمساعدة كبار صناع القرار السياسي في أمريكا.
يقوم الجهاز أيضًا ببعض المهمات السرية بتكليف مباشر من رئيس الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض العمليات شبه العسكرية، ويمتلك الجهاز – وفق المعلن – ما يقارب ألف عميل مزدوج حول العالم، ويحتل المركز الأول كأكثر أجهزة الاستخبارات تمويلاً في العالم، لذلك فهو الجهاز الأكثر تطورًا تكنولوجيًّا من بين أجهزة الاستخبارات الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق