في عالم المال والثروات، يتنافس عدد قليل من رجال الأعمال على لقب أغنى رجل في العالم، أشرهم جيف بيزوس مؤسس أمازون، وبيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، حيث يصعد أحدهما للقمة ثم يزيحه الآخر، مرة تلو الأخرى، كان آخرها صعود بيزوس للقمة بثرة وصلت 151 مليون دولار، لكن ربما يندهش الكثيرون حينما يعلموا أن أغنى رجل في تاريخ البشرية خرج من قارة إفريقيا، وكان مسلمًا، وتخطت ثروته أكثر من 4 أضعاف ثروة المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، التي تبلغ 90 مليار دولار.
يعتبر الملك مانسا موسى، المولود عام 1280 من القرن 14 الميلادي، من أغنى أغنياء العالم على مر العصور، إذ بلغت ثروته 400 مليار دولار أمريكي، وفقًا لقائمة "أغنى 25 شخص عبر التاريخ" التي أعدها ونشرها موقع "Celebrity Net Worth website".
كان حاجي كانجا مانسا موسى من أعظم زعماء امبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء أفريقيا والإسلام في القرون الوسطى.
تُوج موسى كيتا الأول في سنة 1312، وأصبح يطلق عليه لقب منسا موسى، فكلمة "منسا" تعني "ملك"، وفي تلك الفترة كانت الممالك الإفريقية مزدهرة، والممالك الأوروبية تعاني من المجاعات والحروب الأهلية الطاحنة.
في عهده ازدهرت جامعة "سانكوري" كمركز للعلم في أفريقيا، كما وسع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب، وفي عهده أصبحت عاصمته تمبكتو محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال.
نشر موسى الإسلام في كافة أنحاء إمبراطوريته، وسافر إلى مكة لقضاء فريضة الحج في بعثة تضم آلاف الناس ومئات الجمال المحملة بالذهب والهدايا.
وزع في طريقه إليها آلافاً مؤلفة من سبائك الذهب، في أثناء الرحلة توقفت القافلة في القاهرة التي كان يحكمها المماليك في ذلك الوقت، أحسن المماليك استقبال الملك موسى، خلال اقامته وزع الملك موسى كميات ضخمة من الذهب على الفقراء، وهو ما أدى إلى حدوث تخمة وفائض مفاجئ في كميات الذهب التي يمتلكها أهل القاهرة.
وعند عودته أحضر معه عددًا من العلماء بينهم مهندس معماري أسهم في بناء مسجدي "جاو" و"تمبكتو" القائمين إلى يومنا هذا.
توفي منسا موسى في سنة 1337 بعد ربع قرن من الحكم، وخلفه من بعده ابنه مقان الأول، تَرَكَ الملك موسى إمبراطورية مزدهرة ومترامية الأطراف عاشت لعشرات السنين من بعده، فاستحق أن يخلده التاريخ باعتباره الرجل الذي أدخل مالي إلى أزهى عصورها على الإطلاق.
والآن مالي هي من أفقر الشعوب الافريقية ولكنها تحتوي على كنز ثمين يحاول العلماء العثور عليه وهي الكتب التي جاء بها مانسا واحتفظ ببعضها أهل القرية إلى الآن في أغلفة من الجلد أو في الكهوف وفي صناديق تحت الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق