عندما أصبحت شركة مايكروسوفت شركة عامة في شهر مارس من عام 1986 أصبح كل من بيل جيتس وبول آلن -الصديقان من المرحلة الثانوية- من أصحاب الملايين، وعلى الرغم من أن آلن قد ترك الشركة قبل سنوات وسط مخاوف صحية، إلا أن بيل جيتس كان في الثلاثين من عمره وظل رئيسًا تنفيذيًا للشركة وارتفعت مكانته كواحد من أغنى أغنياء الولايات المتحدة، وببيعه للأسهم حصل على 1.6 مليون دولار وحصل على نسبة 45% وحصل على قيمة سوقية قُدرت بحوالي 350 مليون دولار.
احتفل الرئيس التنفيذي الشاب بثروته المكتشفة حديثًا آنذاك من خلال اتخاذ قرار معقول وذلك بتسديده لقرض عقاري كانت قيمته 150 ألف دولار، وذلك حسبما أخبر منصة Fortune في عام 1986. كانت هذه الخطوة ذكية، فالأصل أن يبدأ المرء بالتفكير في ديونه إذا ما حصل على مال وفير وذلك في أسرع وقت ممكن، ولا يوجد حافزًا لبقاء الدين كما هو.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه بيل جيتس إلا أنه لم يكن لديه ضمان لأي شيء في ذلك الوقت، كان دفع رهنه العقاري قرارًا صائبًا في محله فقد كان قرارًا عمليًا أكثر من قراراته السابقة، ففي عام 1979 عندما بدأ بيل جيتس تحقيق أرباح كبيرة من شركة مايكروسوفت اشترى سيارة فاخرة وهي سيارة بورش 911 الفائقة.
كان على بيل جيتس أن يجرب سرعة هذه السيارة الرائعة في صحراء نيو مكسيكو وذلك بالقرب من مقر شركة مايكروسوفت في ذلك الوقت، وبعد ليلة صاخبة، لكنه سرعان ما اتصال ببول آلن لينقذه من السجن.
استمرت ثروة بيل جيتس في الانتعاش بعد طرح الشركة للاكتتاب العام وأصبح مليارديرًا في عام 1987 عندما كان عمره 31 عامًا وفي ذلك الوقت كان أصغر شخص على الإطلاق في هذا الإنجاز، وبحلول عام 1995 نمت ثروته إلى 12.9 مليار دولار مما جعله أغنى شخص في العالم وكان عمره آنذاك 39 عامًا واحتفظ بذلك اللقب لسنوات.
أما اليوم فتبلغ قيمة ثروتها الصافية حوالي 95 مليار دولار وهو ثاني أغنى شخص في العالم الآن بعد مؤسس أمازون، جيف بيزوس. يُدير بيل جيتس مع زوجته مؤسسة بيل وميليندا جيتس وهي منظمة خيرية أسسها في عام 2000 بعد تنحيه عن مايكروسوفت، وقد تعهد الزوجان بالتخلي عن معظم ثروتيهما طيلة حياتهما وهما يفعلات ذلك من خلال معالجة المشاكل الرئيسية حول العالم بما في ذلك مكافحة مرض ألزهايمر وتوفير الموارد للنساء في البلدان النامية وتعزيز المبادرات الصحية العالمية في جميع أنحاء العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق