وبحسب مصدر «حمساوي» تحدث لـ«الأخبار» فإن الحركة نقلت للوفد المصري، الذي وصل إلى قطاع غزة مساء الخميس الماضي بقيادة مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة اللواء أحمد عبد الخالق، تخوّفها حول مصير التفاهمات مع الاحتلال والتصعيد الأخير.
وكان الوفد المصري قد عقد في وقت متأخر من تلك الليلة اجتماعاً بحضور قائد حركة «حماس» في غزة، يحيى السنوار وعدد من أعضاء المكتب السياسي للبحث في ملفات عدة منها: «مسيرة العودة»، والتصعيد الأخير والعملية الإسرائيلية التي نفذتها وحدة خاصة من جيش العدو شرق خانيونس، والعودة للتفاهمات الأخيرة.
ونقلت «حماس» للوفد المصري رسالة مفادها بأن ترجيحات الحركة هو أن يحاول الاحتلال تنفيذ عمليات غادرة ضد غزة لترميم صورة الردع. وحذرت الحركة أن ذلك «يعني الذهاب لتصعيد كبير وشامل ويرتقي إلى حالة إعلان حرب»، مؤكدة أن «مستوى الرد في ذلك الحين سيكون أكبر وأعلى مما حدث خلال الجولة الأخيرة».
وشرحت قيادة الحركة للمصريين ما حدث خلال جولة التصعيد الأخيرة، بدايةً من عملية القوات الخاصة الإسرائيلية، واغتيال 7 مقاومين داخل القطاع، وصولاً لاستخدام المقاومة حق الرد وقصفها المركّز على مدينة عسقلان. وهددت المقاومة أن «الجولات المقبلة سيكون مستوى الرد فيها غير مسبوق وسيستهدف مدناً أكبر وأكثر كثافةً سكانية».
أما في حال تراجع الاحتلال عن التفاهمات التي أجريت في الأشهر الأخيرة، قال المصدر نفسه إن «الحركة هددت بعودتها لأدوات الضغط الميداني في حال تراجع الاحتلال عنها»، كما أبدت استعدادها لإعطاء الوسطاء الفرصة المناسبة لإتمام التفاهمات وتطبيقها على الأرض. في المقابل أبلغ المصريون «حماس» أنهم يواصلون جهودهم لتثبيت التفاهمات كما كانت قبل التصعيد الأخير، مؤكدين أن أحاديثهم الأخيرة مع الاحتلال تؤكد أن الموقف الإسرائيلي لم يتغيّر وأنهم ما زالوا ملتزمين بالتفاهمات، مشيرين إلى استمرار «دخول الوقود القطري إلى المحطة الكهربائية كدليل على ذلك».
وطلب المصريون من «حماس»، بحسب المصدر، «الاستمرار في ضبط مسيرات العودة بما لا يسمح بالمساس بالسياج الفاصل ووقف إطلاق البالونات الحارقة وعمليات الإرباك الليلي لمدة لا تقل عن 3 أسابيع». وهو ما أكده نائب رئيس «اللجنة الدولية لمسيرة العودة الكبرى» عصام حماد بقوله: «الوفد المصري طلب منا الابتعاد عن السياج الفاصل لـ 3 أسابيع، ونحن ملتزمون بتنفيذ مطلب الوفد الذي قال إنه يريد استكمال مشاوراته».
من ناحية أخرى، أجرى اللواء عبد الخالق جولة ميدانية في المنطقة التي وقعت فيها العملية الإسرائيلية الفاشلة كما زار عوائل شهداء الحادثة بمن فيهم منزل القيادي في «كتائب الشهيد عزالدين القسام» نور بركة.
ومن جهة أخرى قال القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان لفرانس برس ان "ما يميز مسيرات امس الجمعة انها تأتي بعد انتصار المقاومة وانهيار الحكومة الصهيونية" في اشارة الى استقالة وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان.
وأضاف رضوان "حافظنا على سلمية وشعبية المسيرات المستمرة، هناك حالة انضباط تام من المواطنين المشاركين وإذا كان أي عدوان يكون من الاحتلال".
وحول المباحثات التي يجريها الوفد الأمني المصري الذي وصل غزة مساء الخميس قال رضوان "اللقاءات ايجابية مع الاخوة المصريين للتخفيف عن شعبنا وتحقيق المصالحة".
وأوضح أن "المرحلة التالية من تفاهم التهدئة ستشمل توسيع مجال الصيد من14 الى 20 ميلا وربط خط 161 لزيادة كميات الكهرباء (من اسرائيل) لقطاع غزة وزيادة التصدير ومد خط الغاز الطبيعي لمحطة توليد الكهرباء والبدء بمشاريع لإعادة الإعمار والبنى التحتية وتشغيل البطالة والأيدي العاملة" دون مزيد من التفاصيل.
وللمرة الأولى حضر عبد الخالق حفل تأبين الشهداء الذين تصدوا للقوة الإسرائيلية. وفي كلمة له نقل السنوار رسالة من القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، أعلن فيها بأن «الرشقة الصاروخية الأولى التي ستضرب تل أبيب ستفاجئ الاحتلال وأنه لو زاد من عدوانه لزادت المقاومة». وأعلن السنوار أن الضيف رفض التصريح بعدد الصواريخ التي ستطلق على تل أبيب حينها قائلاً: «دعها تتحدث عن نفسها».
وسئل السنوار: «هل ظن العدو عندما سمح بإدخال المال القطري أننا سنبيع دماء شهدائنا بالسولار أو الدولار، لقد جاء رد غرفة العمليات المشتركة ليؤكد أننا لا نبيع دم الشهداء وعيننا لا تنام ومجاهدونا أيديهم على الزناد».
ووجّه رسالة إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير الأمن المقبل بأن «غزة تحمل لكم الموت الزؤام»، موضحاً أن الاحتلال أدرك أن صمت المقاومة منذ عدوان 2014 لم يكن عبثياً.
وأشاد قائد «حماس» في غزة بغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، قائلاً: «للمرة الأولى في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني يعمل 13 جناحاً مسلحاً في غرفة واحدة؛ يبدأون معاً ويتوقفون معاً». من ناحية ثانية دعا السنوار «حركة فتح وكل فصائل العمل الوطني والإسلامي للجلوس على طاولة واحدة لبدء حوار جاد على أساس الوحدة والشراكة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق