للسنين ملامح مثل البشر، سنة خير وسنة محنة، سنة محصول وسنة سغبة، سنة عطاء وسنة محنة.. حتى يخيّل لي أن للسنوات عبرات ونظرات وردة فعل ويسر وغضب. لها شفقة ولها أنياب، لها قفازات حرير ولها مخالب. إنها نحن وان كنا نظن أنها جاءت من خارج اراداتنا. ولو وقفنا ننظر ماذا جرى في العام 2018 سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وسايكولوجيا سنحصل على الانطباع الاول "الخادع" ان هذه السنة فعلت بنا كذا وكذا، والحقيقة أننا فعلنا بأنفسنا في هذه السنة كذا وكذا.
كان الراحل ياسر عرفات يعطي السنوات أسماء حتى نتفاءل بها. مثلا عام انبلاج الأمل وعام الصبر وعام القدس. وبالمقابل بعض الناس يتسمّرون أمام شاشات التلفزيون ينتظرون المنجمين لاطلاعهم على حياتهم.
سنة 2017 كانت سنة النصب والاحتيال، أكثر نسبة شيكات راجعة وأكثر سنة نثرت فيها الوعودات السياسية والمبادرات والوساطات دون فائدة. كانت سنة ضياع العناوين وهروب الايام من أسابيعها.
سنة 2019 ستكون سنة المحاولة في تغيير كل شئ، سنة تعبّر عن انتهاء حالة الانتظار الباردة وتفرز ردة فعل على نتائج أشهر طويلة من التخطيط والانتظار والتمني والتحفّز. وعلى جميع الصعد واولها على الصعيد الداخلي مثل القطاع الخاص والتنظيم والعاطلين عن العمل ودورة الرأسمال الذاتي. أمّا على الصعيد الدولي فسوف يطرحون صفقة العصر والتي ستتحوّل الى درب إجباري يمر بحقل ألغام كبير. اقليميا لن يبقى الوضع كما هو الان وستسقط اقنعة كثيرة وتظهر أقعنة اكبر وأوسع يختلط فيها الحابل بالنابل.
على صعيد الافراد.. لن يكون هناك المزيد من التكتيك ولا فرصة للون الرمادي. القناعات ستفرض نفسها والقيادات ستعيد انتاج ذاتها بطريقة صادمة.
ما كان في 2018 لن يكون في 2019.
والحكومات ستحتاج الى معجزة للعمل بالأدوات القديمة.. العالم كله يتغير نحو المزيد من الانعزالية، والمزيد من الاستثمار الخاص. حتى لم يعد هناك أي فرق بين الحكومات وبين الشركات الخاصة، والنصر لم يستطع أن يجد حلا لكل مشلكة. والاندثار لمن لا يجيدون في الحياة سوى ايجاد مشكلة لكل حل.
سنة 2017 كانت سنة النصب والاحتيال، أكثر نسبة شيكات راجعة وأكثر سنة نثرت فيها الوعودات السياسية والمبادرات والوساطات دون فائدة. كانت سنة ضياع العناوين وهروب الايام من أسابيعها.
عام 2018 عام قاس وثقيل، مواجهات سياسية، رعب امني، شبح الحرب، تدهور اقتصادي غير مسبوق. ويمكن أن نعكس المفاهيم فنقول إننا فعلنا في هذه العام ما أتينا على ذكره. وبين المثالية الذاتية والمثالية الموضوعية زاوية الرؤيا المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق